تشابه الأرواح
مدونات سيدتي / خواطري إن عالم القلوب والأرواح هو عالم آخر، غير تلك العوالم المادية المحددة بقوانين معينة، إنه عالم له قوانينه وسننه الخاصة به، فمشاعر الارتياح والميل نحو شخص ما، أو حتى النفور منه، هي مشاعر تلقائية لا تعرف عند نشوئها التخطيط المسبق، إن من أسرار عالم القلوب والأرواح ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «الأرواح جنود مجندة؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف» صدق الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، كيف تكون الأرواح جنوداً مجندة؟ هناك تفسير يقول إن التعارف والتآلف لا يكون إلا بمثل ما نطق به الحديث فإن المتقي يحب المتقي، فإذا رأيت تقياً مثلك لدقائق أو لساعات فإنك ستحبه وتشعر بأنك قد صحبته العمر كله؛ لأنك وجدت في قلبك ميلاً شديداً إلى حبه، وهو يشعر بذلك أيضاً؛ لأنكما اتفقتما على تقوى الله سبحانه وتعالى، وإن التقيت بشخص آخر مظهره أو كلامه فيه ما فيه، ولكنه لم يكن تقياً، فإنك تجد في نفسك النفور منه وربما هو يشعر بذلك أيضاً، ولهذا نجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن الأخيار من الصحابة الكرام كانوا يتحابون، رضوان الله تعالى عليهم، ...