الاتصال غير اللفظي ..
الاتصال غير اللفظي قد يعرف أيضاً بلغة الجسد و يعتقد البعض أنه يشكل حوالي ثلثي كمية التواصل بين شخصين أو أكثر. لكي تصل رسالتنا بشكل جيد و لكي نكوّن انطباعاً جيداً للمتحدث أو المتلقي نحتاج أن نكتسب مهارات التواصل غير اللفظي مثل التحكم بتعابير الوجه و استخدام المظهر المناسب و المكان المناسب , والتلاعب بطبقة الصوت كي تتناسب مع مكانة الحديث مع استخدام حركات اليد بدون تكلف و أيضاً مع مراعاة المسافة و الوضع الجسدي بين المتحدث و المتلقي.
المكان أو البيئة هما أحد أهم الأسباب الفعالة و المؤثرة لتسهيل وصول الرسالة بين الأشخاص, تخيل أن صديقك الذي اعتدت أن تتحدث معه بشكل يومي روتيني ذات يوم دعاك لتلتقي به في مكان معين غير الذي اعتدتم عليه ليناقش معك أمرا ما , المكان مريح و يسر النظر, الإضاءة و درجة الحرارة مناسبتان, بالتأكيد ستكون حريصاً على الإنصات لصديقك أو على الأقل سيكون إهتمامك بالمحادثة أكثر من المحادثة المعتاد عليها بسبب هذا العامل البسيط.
المسافة بين الشخصين خلال الحديث لها دلالات واضحة, فمثلا قرب الشخصين من بعضهم تدل على الأريحية و الصداقة فالحفاظ على المسافة بينك و بين صديقك سيجعله يشعر باهتمامك, حتى اللمس في بعض الأحيان يدل على قوة العلاقة, فبعض الأصدقاء يستخدمون الأيدي ليرسلوا رسالة إيجابية تجاه المستقبل,فاستخدام هذا العامل مع مراعاة اختلاف الثقافات له نتائج إيجابية.
الوضع الجسدي خلال الحديث أيضا له أهمية واضحة فالوقوف بشكل معتدل يدل على أن الشخص يتميز بالثقة بالنفس في حين أن الوقوف غير المعتدل مع أكتاف منخفضة بشكل واضح يخبرنا بأن الشخص يفتقر إلى الثقة بالنفس, والميل في الجلوس في اتجاه المتحدث و التركيز معه له دلالة على الاهتمام بمايقال و قد يشعره بالارتياح في حين أن التراجع إلى الخلف مع قلة التركيز قد يثبت العكس أحيانا.
تسلسل حركات اليد يدل على الأريحية في التواصل و قد يضيف معنى تصويري للرسالة المنطوقة في حين أن قلة حركات اليد قد تؤدي إلى الغموض, أيضا قد تتسارع حركات اليد عند الغضب أو النقاش الحاد, و هي أيضاً تدل على شخصية المتحدث من حيث السيطرة على الحوار أو عدمها.
تعابير الوجه تخبرنا بمشاعر الشخص المتحدث أو المتلقي و هي من أهم طرق التواصل لأنها غالباً ما تكون صادقة, فقد يسأل شخص ما صديقه عن حاله؟ فيرد عليه: أنا بخير. لكن من دون أن تظهر على وجهه علامات الارتياح النفسي أو الابتسامة, فقد نستنتج من هذا المثال أن المتحدث قد فشل في قول الحقيقة.
جودة الصوت كلنا قد سمعنا نصيحة متكررة مرات عدة من قبل الأصدقاء أو الأشخاص المقربين بالنسبة لنا, لكن فجأة نسمع النصيحة نفسها من شخص يتميز بنبرة صوت جيدة و يتلاعب بصوته حين الفرح و عند الغضب و عند الحزن فنجد أننا نستمع إليه بحرص و تركيز و كأننا نستمع إلى هذه النصيحة لأول مرة, و لذلك يقال أن التأثير في الحديث يتعلق بالطريقة التي يقال بها الكلام وليس بما يُقال.
و أخيرا المظهر الشخصي الخارجي له دور فعال في الإقناع والتأثير على الآخرين لذلك نلاحظ على سبيل المثال أن الباحثين عن وظيفة يهتمون بشكل كبير على المظهر الخارجي استعداداً للمقابلة الشخصية, لأن الانسان في العادة لديه تصور ذهني بأن صاحب المظهر الحسن هو شخص ناجح و طموح و جاد في عمله و منجِز و غير ذلك من الصفات الجيدة, فاختيار المظهر المناسب في المكان المناسب سيجلب نتائج مرغوبة.
تعليقات
إرسال تعليق